الخميس، 17 يوليو 2008

ثقافة العمل التطوعي


الخدمة الاجتماعية

تعريف الخدمة الاجتماعية : بأنها طريقة اجتماعية منظمة لمساعدة الناس للوقاية والعلاج من المشكلات الاجتماعية. ماهي المشكلات الاجتماعية ( الفقر الجهل المرض وماجد على مجتمعنا من مشاكل أعظهما خطرا ( العنف الأسري ) والعنف ضد الاطفال )
وتعتبر الخدمة الاجتماعية نسقاً اجتماعياً، ومهنة إنسانية ، وتكتيك وفن .
وهي مهنة إنسانية تهدف إلى خدمة الإنسان وهي كذلك نظام يعمل على حل مشكلات الإفراد والجماعات وتنمية قدراتهم وميولهم والوصول بهم إلى مستوى من الحياة يتفق إلى حد ما مع رغباتهم الخاصة وتحقيق التكيف الاجتماعي لهم .
o عرفتها الدكتورة فاطمة الماروني بأنها مهنة تهدف إلى تنمية المجتمعات بتفادى الإضرار واستثمار الطاقات الشخصية
o عرفها د/ الفاروق يونس بأنها مهنة إنسانية تعمل على تهيئة أسباب التغيير تحقيقاً للرفاهية الاجتماعية بأسلوب منهجي. منظم
واعتقد اننا نتفق جميعا على أهمية هذا العمل بصرف النظر عن تعريفاته فهو في النهاية عمل خيري وهو عمل تطوعي في أكثر حالاته ولاشك أن العمل التطوعي الموجه للفقراء والمساكين هو الشريان الحقيقي الذي يضخ فيهم القوة والقدرة على مواجهة الظروف الصعبة التي يواجهونها .
للخدمة الاجتماعية أهداف واضحة ومباشرة منها ..
· تحسين ظروف الحياة قدر الإمكان
· مساعدة المواطن المحتاج
· الوصول بالمجتمع إلى أقصى درجة ممكنة من الرفاهية الاجتماعية والنفسية والجسمية
وهناك أهداف غير مباشرة
Ø زيادة حجم الطاقة المنتجة في المجتمع
Ø تجنيب المجتمع أعباء اقتصادية واجتماعية مستقبلية
Ø الاكتشاف المبكر الإمراض المجتمع ومظاهر التفكك
وقد تبدو مهنة الخدمة الاجتماعية حديثة في مفهومها ولكن الواقع أن الإنسان مارس هذه الخدمة منذ القدم خاصة أثناء الحروب في مساعدة الجرحى ومعالجة المرضى وجاء الإسلام ليعزز هذه المهنة الإنسانية ويحث عليها ويوصي بالتكافل والتعاون والرحمة والشواهد كثيرة من القران والسنة .
(وتعاونوا على البر والتقوى ) ( أشداء على الكفار رحماء بينهم ) ( لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ) (أن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ) ( وهذا كتابا مصدقا لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين ): قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد. إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". (الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه ) ( من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة )
كل ذلك يعطينا الدافع القوي للمضي قدما في عمل الخير واحترام العمل التطوعي الذي لا ينشد من وراءه حمد ولا شكورا أنما يبتغى به وجه الله تعالى ( أنما نطعمكم لوجه الله ولا نريد منكم جزاء ولا شكورا إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نظرة وسرورا ) قال تعالى (لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا )إن قضاء حاجات عباد الله - مما يقدر عليه المسلم - أحب إلى الله من اعتكاف المسلم في بيت من بيوت الله ، مع ما في الاعتكاف من إحياء الليل وقراءة القرآن والبعد عن الفتن ، ولكن مع ذلك فقضاء حاجات ذوي الحاجات أحب إلى الله من ذلك .ولذا لما جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله ؟ وأي الأعمال أحب إلى الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه دَيناً ، أو تطرد عنه جوعا ، ولئن أمشي مع أخ لي في حاجة أحبّ إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً - في مسجد المدينة - ومن كفّ غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يثبتها له ثبّت الله قدمه يوم تزول الأقدام . رواه الطبراني في الكبير ، والحديث في صحيح الجامع
قال عليه الصلاة والسلام : الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ، أو القائم الليل الصائم النهار . رواه البخاري ومسلم . هل رأيتم أفضل من هذا ؟ياتري لماذا بلغت هذه الأعمال هذه الرتب العاليه ؟وإنما بلغت هذه الأعمال هذه الرتبة لتعدي نفعها وهكذا يحرص الإسلام على روح التآخي والتكاتف ، وعلى نبذ الأنانية وحب الذات .فالموفّق من وُفِّق للمبادرة لمثل هذه الأعمال .. وهذا مايعرف اليوم بثقافة العمل التطوعي .
والعمل التطوعي .. لايقصد به أن تدس مبلغا في يد فقير ولا ان تعين المؤسسات الخيرية بالمال فقط بل أن العمل التطوعي اشمل واعم من ذلك بكثير ونستطيع أن نقول انه ( بذل المال أو الجهد أو الوقت كل حسب استطاعته ) وهذه بعض الأعمال .. اجتهادك بالالتحاق بالعمل في المؤسسات الخيرية دون مقابل قمة العمل التطوعي زيارتك لهذه الأماكن بين الحين والآخر وتشجيعك لهم عمل تطوعي إمدادك لهم بالأفكار والمقترحات عمل تطوعي حرصك على حضور مايقام بهذه المؤسسات من مهرجانات وأسواق وحفلات ت . نشر ثقافة النظافة العامة في بلدك عمل تطوعي حرصك على نشر المفاهيم الجميلة عمل تطوعي زرعك للشجرة الخ الخ اذا كثيرة هي الأعمال التطوعية التي لو تكاتفنا جمعيا لإبرازها وتفعيلها لجنينا الخير الكثير بتوفيق من الله . اذا ليس هناك حجة لأحد بعدم استطاعته العمل التطوعي فهو في متناول الجميع . ( ولنا في رسولنا أسوة حسنه حينما قال صلى الله عليه وسلم تبسمك في وجه أخيك صدقة )
ومن الواجب علينا جميعا التكاتف من اجل نشر ثقافة العمل التطوعي بيننا وتحبيب وتشجيع أبناؤنا عليه منذ الصغر وان نكون لهم قدوة في هذا المجال كلن حسب موقعه الأم . الأب . المعلم حتى المؤسسات والشركات والبنوك والصحف الخ عندما تدعم الأعمال الخيرية فهو توصل رسالة لموظفيها في حب هذا العمل والتشجيع على ممارسته وحتي يًفعل أكثر حبذا لو يوضع شرطا للالتحاق بالجامعة أو بالوظيفة حتى نشعر بقيمته وأهميته فغير المسلمين يهتمون بهذا العمل ويزرعونه في أبناؤهم وأهدافهم دنيوية فقط فلماذا نقصر نحن المسلمون ؟؟؟؟ وأهدافنا سامية ترتقي بالنفس البشرية وتقربها من بارئها إن شاء الله ووالله أن له لذة وفرحه لايتذوقها إلا من وفقه الله للأعمال الخيرية . ونحمد الله أننا في بلد مسلم يتمتع أهله بالطيبة والكرم وجبلوا على حب الخير وحباه الله بقادة هم قدوة لنا في عمل الخير وعلى رأسهم ملك الإنسانية الملك عبد الله حفظه الله وتنشر المؤسسات والجمعيات الخيرية ومراكز التنمية ولله الحمد وتتضاعف أعدادها وتتنوع أعمالها الخيرية ويزداد حماسها لتقديم عمل الخير إلا أنها تحتاج إلى الثقة أولا حتى تستمر وتحتاج إلى مد يد العون في كافة الاتجاهات .

ليست هناك تعليقات: